آدم القيصري ليكون زوجه من نفسه فيسكن إليها ويتفقا ويأتلفا ولا يتباغضا ولا يختلفا ، فكذلك كانت الزّهراء رضوان الله عليها من نفس المرتضى كما كان المرتضى من طينة المصطفى ، ولذلك قال عليه السّلام : إنّ فاطمة بضعة منّي . . . وعن موسى بن عبد ربّه ، قال : سمعت مولاي علّي بن أبي طالب يقول : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : لو لا إنّ الله عزّوجلّ خلقك ما كان لفاطمة عليها السّلام كفو . . . وأمّا التزويج والخلعة : فانّ تزويج حوّاء رضوان الله عليها نزل من السماء على لسان جبرئيل عليه السّلام ، وكذلك تزويج فاطمة الزّهراء رضوان الله عليها نزل من السّماء على لسان جبرئيل عليه السّلام ، والّذي يدل عليه أحاديث [1] . وأمّا العلم والحكمة : فانّ الله تعالى قال لآدم عليه السّلام : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) ففضلّ بالعلم العباد الذّين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون واستحقّ بذلك منهم السُّجود له فكما لا يصير العلم جهلا والعالم جاهلا فكذلك لم يصر آدم المفضلّ بالعلم مفضولا . . . وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ففضّل بالعلم والحكمة . . قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : أنا مدينة العلم وعلّي بابها ، وفي بعض الرّوايات : أنا دار الحكمة وعلّي بابها . وذكر العاصمي بعض علوم أمير المؤمنين علّي على النحو الآتي : ( 1 ) علمه بالقضاء : وروى بعض أقضيته ( 2 ) . ( 2 ) علمه بالمخاطبة : وروى بعض خطبه وكتبه ( 3 ) .
[1] راجع الفصل الثّاني عشر من الباب الثّالث ، والفصل التّاسع والثلاثين من الباب الثالث من زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص 143 من المخطوطة . ( 2 ) زين الفتى ص 185 . ( 3 ) المصدر ص 199 .