يوم ببطحاء مكّة ، إذ هبط عليه جبرئيل الرّوح الأمين ، قال : يا محمّد ، إنّ ربّ العرش يقرأ عليك السّلام ويقول لك : لما أخذ ميثاق النبّيين أخذ ميثاقك في صلب آدم عليه السّلام ، فجعلك سيّد الأنبياء وجعل وصيك سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب ، ويقول يا محمّد ، وعزّتي لو سألتني أن أزيل السماوات والأرض لا زلتهما لكرامتك علّي . . . وعن أنس بن مالك عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : كلّ مولود يولدُ على الفطرة فهو في سرية من التربة التّي خلق منها وأنا وعلي بن أبي طالب خلقنا من تربة واحدة . . . وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : خلقت وعليّ بن أبي طالب من نور واحد ، نسبّح الله عزّوجلّ في يمين العرش قبل خلق الدّنيا ، ولقد سكن آدم الجنّة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح السفّينة ونحن في صلبه ، ولقد قُذف إبراهيم في النّار ونحن في صلبه ، فلم يزل يقلّبنا الله عزّوجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتّى انتهى بنا إلى عبد المطلب فجعل ذلك النّور نصفين ، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليّاً في صلب أبي طالب وجعل في النّبوة والرّسالة وجعل في علي الفروسيّة والفصاحة واشتّق لنا اسمين من أسمائه ، فرب العرش محمود وأنا محمّد ، وهو الأعلى ، وهذا علّي . . . أمّا المكث والمدّة : روي عن ابن عبّاس من طريق الكلبي ، انّه قال : لما خلق الله آدم خلقه في الأرض ، فمكث مخلوقاً أربعين سنة لا يدري ما اسمه ولا ما يراد به إلاّ الله عزّوجلّ ، قالوا : والحكمة فيه . . . ليكون أيضاً فيه دلالة على حسن التأني وترك العجلة في أكثر الأمور ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، كذلك كانت حاله بين الصحابة من لدن بلوغه إلى أن قام بالأمر . . . أمّا الصاحبة والزوجة : فانّ الله سبحانه خلق حواء من ضلع من أضلاع