الله عليه وآله وسلّم : لكلّ ما قلتم فضل ، وليس به ، ولكن أوثق عرى الايمان الحبّ في الله والبغض في الله ، وتوالي أولياء الله والتبرّي من أعداء الله " [1] . فان كان هذا بالنسبة إلى آحاد النّاس ، فكيف بمن هو ولي الله ، حيث حبّه ايمان وبغضه كفر ونفاق ؟ ! . وقال أنس بن مالك : " جاء رجل من أهل البادية - وكان يعجبنا إنّ يأتي الرّجل من أهل البادية يسأل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقال : يا رسول الله ، متى قيام السّاعة ؟ فحضرت الصّلاة ، فلما قضى صلاته قال : أين السائل عن الساعة ؟ قال : أنا يا رسول الله ، قال : فما أعددت لها ؟ قال : والله ما أعددت لها من كثير من عمل ، لا صلاة ولا صوم ، إلاّ أني أحبّ الله ورسوله ، فقال له النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : المرء مع من أحبّ ، قال أنس ، فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشدّ من فرحهم بهذا " ( 2 ) . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أحبّوا الله لما يغدو بكم به من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبي " ( 3 ) . ولا شكّ إنّ علياً عليه السّلام أفضل أهل بيته وسيّدهم . وقال الشيخ محمّد صالح المازندراني في شرح قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " لكلّ ما قلتم فضل ، وليس به ، ولكن أوثق عرى الايمان الحبّ في الله " : " الاعمال الظاهرة بمنزلة الصوّرة ، والأعمال القلبية بمنزلة الرّوح ، ونظر الصّحابة تعلّق بحسن الصّورة وكمالها ، ونظر النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تعلّق
[1] أصول الكافي ج 2 كتاب الايمان والكفر ، باب الحبّ في الله والبغض في الله ، الحديث 3 و 6 ص 102 . ( 2 - 3 ) علل الشّرائع 1 باب 117 ، العلة التي من أجلها وجبت محبّة الله تبارك وتعالى ومحبّة رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم على العباد ص 139 .