وكذب فيك ، يريد الويل لمن أبغضك والويل لمن لم يؤمن بما ذكر من فضلك وكراماتك وما خصّك الله به من العلم والحلم والمعرفة والفهم والعدل والانصاف إلى غير ذلك من خلال الخير وما نسب إليه من الفوائد والمحامد والزّوائد . . وقوله : طوبى لمن أحبك ، أي جزاء من أحبك طوبى ، قيل : معنى طوبى ، أي طاب دين عبد أحبّ علياً في الدّنيا وطاب مقيله في العقبى " [1] . وروى الخطيب البغدادي أيضاً باسناده عن جعفر بن محمّد ، قال : " حبّ علي عبادة ، وأفضل العبادة ما كتم " [2] . وروى سبط ابن الجوزي بأسناده عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : " من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الّذي غرسه الله بيمينه في جنّة عدن ، فليتمسك بحبّ علي بن أبي طالب وآله " [3] . أقول : حبّ عليّ عليه السّلام وودّه ايمان ، ومحبّه مؤمن ، لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " ودّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الايمان ، ألا ومن أحبّ في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله " [4] . فان كان هذا بالنّسبة إلى ودّ المؤمن وحبّه فكيف بحبّ من هو أمير المؤمنين ؟ ! . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم لأصحابه : " أيّ عُرى الايمان أوثق ؟ فقالوا : الله ورسوله اعلم ، وقال بعضهم : الصلاة ، وقال بعضهم : الزكاة ، وقال بعضهم : الصيّام ، وقال بعضهم : الحج والعمرة ، وقال بعضهم : الجهاد ، فقال رسول الله صلّى
[1] كفاية الطّالب في مناقب علّي بن أبي طالب ص 66 . [2] تاريخ بغداد ج 12 ص 351 . [3] تذكرة الخواص ص 47 . [4] أصول الكافي ج 2 كتاب الايمان والكفر ، باب الحبّ في الله والبغض في الله ، الحديث 3 و 6 ص 102 .