حق أريد بها باطل ؟ أما إنّ لكم عندنا ثلاثاً ما صحبتمونا ، لا نمنعكم مساجد الله إنّ تذكروا فيها اسمه ، ولا نمنعكم الفئ ما دامت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تبدأونا ، وإنما فيكم أمر الله ، ثم رجع إلى مكانه من الخطبة " [1] . كلام علي في الخوارج : روى الشريف الرضي : " ومن كلام له عليه السّلام كلّم به الخوارج حين اعتزلوا الحكومة وتنادوا : أن لا حكم إلا لله . أصابكم حاصبٌ ، ولا بقي منكم آثر ، أبعد ايماني بالله وجهادي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أشهد على نفسي بالكفر . ( قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) [2] فأوبوا شر مآب ، وارجعوا على أثر الأعقاب ، أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملا ، وسيفاً قاطعاً وأثرة يتخذها الظالمون فيكم سنة " [3] . وقال ابن أبي الحديد في شرح ذلك : " واعلم إنّ الخوارج على أمير المؤمنين عليه السّلام كانوا أصحابه وأنصاره في الجمل وصفين قبل التحكيم ، وهذه المخاطبة لهم ، وهذا الدعاء عليهم ، وهذا الأخبار عن مستقبل حالهم وقد وقع ذلك ، فان الله تعالى سلط على الخوارج بعده الذل الشامل ، والسيف القاطع والأثرة من السلطان ، وما زالت حالهم تضمحل ، حتى أفناهم الله تعالى وأفنى جمهورهم ولقد كان لهم من سيف المهلب بن أبي صفرة وبنيه الحتف القاضي ، والموت الزؤام " [4] .
[1] الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 334 . [2] سورة الانعام : 56 . [3] نهج البلاغة صبحي الصالح ص 92 . [4] شرح نهج البلاغة ج 4 ص 132 .