القراء وغيرهم ، فلحقوا بحرُوراء - قربة من قرى الكوفة - وجعلوا عليهم شبث بن ربعي التميمي ، وعلى صلاتهم عبد الله بن الكواء اليشكري من بكر بن وائل ، فخرج علي إليهم وكانت له معهم مناظرات ، فدخلوا جميعاً الكوفة وإنما سموا الحرورية لاجتماعهم في هذه القرية وانحيازهم إليها " [1] . وقال أيضاً : " لما قدم علي الكوفة جعلت الحرورية تناديه وهو على المنبر : جزعت من البلية ورضيت بالقضية ، وقبلت الدنية ، لا حكم إلا لله ، فيقول : حكم الله انتظر فيكم ، فيقولون ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [2] فيقول علي : فاصبر إنّ وعد الله حق ، ( وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ ) [3] . قال ابن الأثير : " وخطب علي ذات يوم فحكمت المحكمة في جوانب المسجد ، فقال علي : الله أكبر كلمة حق أريد بها باطل ! إن سكتوا غممناهم ، وإن تكلموا حججناهم ، وإن خرجوا علينا قاتلناهم ، فوثب يزيد بن عاصم المحاربي ، فقال : الحمد لله غير مودع ربنا ولا مستغنى عنه ، اللّهم إنا نعوذ بك من اعطاء الدنية في ديننا ، فان اعطاء الدنية في الدين إدهانٌ في أمر الله وذل راجع بأهله إلى سخط الله ، يا علي أبا لقتل تخوفنا ؟ أما والله إني لأرجو إنّ نضربكم بها عما قليل غير مصفحات ، ثم لتعلم أينا أولى بها صلياً ، ثم خرج هو وأخوة له ثلاثة فأصيبوا مع الخوارج بالنهر وأصيب أحدهم بعد ذلك بالنخيلة ثم خطب علي يوماً آخر فقام رجل فقال : لا حكم إلا لله : ثم توالى عدة رجال يحكمون فقال علي : الله أكبر ، كلمة
[1] مروج الذهب ص 405 - 406 . [2] سورة الزمر : 65 . [3] سورة الزمر ، 65 .