نام کتاب : فاطمة والمفضلات من النساء نویسنده : عبد اللطيف البغدادي جلد : 1 صفحه : 227
وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال علي ( ع ) فقال له أخوه عتبة - ومن معه من مستشاريه - هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص ، فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر ، يخدع ولا يُخدع ، وقلوب أهل الشام مائلة إليه . فقال له معاوية ، ولمن معه : صدقت والله ولكنه يحب علياً وأخاف أن لا يجيبني ، قال : أو قالوا : اخدعه بالأموال والولايات ، وفي نص : فإنه رجل يحب الرئاسة . فكتب إليه معاوية كتاباً يقول فيه : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين ذي النورين ختن المصطفى على ابنته المعذب بأسياف الفسقة . إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله ( ص ) وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل المعظم رأيه المفخم تدبيره . أما بعد : فلن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما أصيبوا به من فجيعة بدم عثمان وما أرتكب به جاره - يعني علياً - حسداً وبغياً بأمتنا بامتناعه من نصرته ، وخذلانه إياه واشياً به العامة عليه ، حتى قتلوه في محرابه فيالها من مصيبة عمت جميع المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته . وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب - وهو قتال من آوى قتلة عثمان والسلام . فكتب إليه عمرو يقول : من عمرو بن العاص صاحب رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان .
227
نام کتاب : فاطمة والمفضلات من النساء نویسنده : عبد اللطيف البغدادي جلد : 1 صفحه : 227