نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 14
بالجحفة ، فمضى معهم فجرح يوم بدر جراحات وهرب على قدميه ، ورجعت بنو زهرة من الجحفة ، أشار عليهم بذلك الأخنس بن شريف الثقفي ، وكان حليفاً لهم ، وكان فيهم مطاعاً ، وكان اسمه أبي . فلما رجع ببني زهرة قيل : خنس بهم ، فسمي الأخنس ، وكان بنو زهرة يومئذ مائة رجل ، وقال بعضهم : بل كانوا ثلاثمائة رجل . وكانت بنو عدي بن كعب مع النفير ، فلما بلغوا ثنية لفت عدلوا في السحر إلى الساحل منصرفين إلى مكة ، فصادفهم أبو سفيان بن حرب فقال : يا بني عدي ، كيف رجعتم لا في العير ولا في النفير ؟ فقالوا : أنت أرسلت إلى قريش أن ترجع . ويقال : بل لقيهم بمر الظهران ، فلم يشهد بدراً من المشركين أحد من بني زهرة ولا من بني عدي ، ومضى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان دون بدر أتاه الخبر بمسير قريش ، فأخبر به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أصحابه واستشارهم ، فقال المقداد بن عمرو البهراني : والذي بعثك بالحق ، لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك حتى ننتهي إليه . ثم قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي ، وإنما يريد الأنصار . فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أجيب عن الأنصار ، كأنك يا رسول الله تريدنا ؟ قال : أجل . قال : فامض يا نبي الله لما أردت ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي منا رجل واحد . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : سيروا على بركة الله ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، فوالله لكأني أنظر إلى مصارع القوم . وعقد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يومئذ الألوية ، وكان لواء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يومئذ الأعظم لواء المهاجرين مع مصعب بن عمير ، ولواء الخزرج مع الحباب بن المنذر ، ولواء الأوس مع سعد بن معاذ ، وجعل رسول لله ، صلى الله عليه وسلم ، شعار المهاجرين : يا بني عبد الرحمن ، وشعار الخزرج : يا بني عبد الله ، وشعار الأوس : يا بني عبيد الله ، ويقال : بل كان شعار المسلمين جميعاً يومئذ : يا منصور أمت .
14
نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 14