نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 13
أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يرصد انصرافهم فبعثوا ضمضم بن عمرو حين فصلوا من الشأم إلى قريش بمكة يخبرونهم بما بلغهم عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ويأمرونهم أن يخرجوا فيمنعوا عيرهم ، فخرج المشركون من أهل مكة سراعاً ، ومعهم القيان والدفوف ، وأقبل أبو سفيان بن حرب بالعير ، وقد خافوا خوفاً شديداً حين دنوا من المدينة ، واستبطؤوا ضمضماً والنفير حتى ورد بدراً ، وهو خائف من الرصد ، فقال لمجدي بن عمرو : هل أحسست أحداً من عيون محمد ؟ فإنه ، والله ، ما بمكة من قرشي ولا قرشية له نش فصاعداً إلا قد بعث به معنا . فقال مجدي : والله ما رأيت أحداً أنكره إلا راكبين أتيا إلى هذا المكان ، وأشار له إلى مناخ عدي وبسبس ، فجاء أبو سفيان فأخذ أبعاراً من بعيريهما ففته ، فإذا فيه نوى فقال : علائف يثرب هذه عيون محمد ، فضرب وجوه العير فساحل بها وترك بدراً يساراً وانطلق سريعاً ، وأقبلت قريش من مكة ، فأرسل إليهم أبو سفيان بن حرب قيس ابن امرئ القيس يخبرهم أنه قد أحرز العير ويأمرهم بالرجوع ، فأبت قريش أن ترجع وردوا القيان من الجحفة ، ولحق الرسول أبا سفيان بالهدة ، وهي على سبعة أميال من عسفان إذا رحت من مكة عن يسار الطريق ، وسكانها بنو ضمرة وناس من خزاعة ، فأخبره بمضي قريش فقال : وا قوماه ! هذا عمل عمرو بن هشام ، يعني أبا جهل بن هشام ، وقال : والله لا نبرح حتى نرد بدراً ، وكانت بدر موسماً من مواسم الجاهلية يجتمع بها العرب ، بها سوق ، وبين بدر والمدينة ثمانية برد وميلان ، وكان الطريق الذي سلكه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى بدر على الروحاء وبين الروحاء والمدينة أربعة أيام ، ثم بريد بالمنصرف ، ثم بريد بذات أجذال ، ثم بريد بالمعلاة ، وهي خيف السلم ، ثم بريد بالأثيل ثم ميلان إلى بدر . وكانت قريش قد أرسلت فرات ابن حيان العجلي ، وكان مقيماً بمكة حين فصلت قريش من مكة ، إلى أبي سفيان يخبره بمسيرها وفصولها ، فخالف أبا سفيان في الطريق فوافى المشركين
13
نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 13