نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 15
وكان مع المشركين ثلاثة ألوية : لواء مع أبي عزيز بن عمير ، ولواء مع النضر بن الحارث ، ولواء مع طلحة بن أبي طلحة ، وكلهم من بني عبد الدار ، ونزل رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أدنى بدر عشاء ليلة جمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان ، فبعث علياً والزبير وسعد بن أبي وقاص وبسبس ابن عمرو يتحسسون خبر المشركين على الماء ، فوجدوا روايا قريش فيها سقاؤهم ، فأخذوهم . وبلغ قريشاً خبر رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأنه قد أخذ سقاءهم ، فمج العسكر وأتي بالسقاء إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : أين قريش ؟ فقالوا : خلف هذا الكثيب الذي ترى . قال : كم هي ؟ قالوا : كثير . قال : كم عددهم ؟ قالوا : لا ندري . قال : كم ينحرون ؟ قالوا : يوماً عشراً ويوماً تسعاً . فقال ، صلى الله عليه وسلم : القوم ما بين الألف والتسعمائة . فكانوا تسعمائة وخمسين إنساناً ، وكانت خيلهم مائة فرس . وقال الحباب بن المنذر : يا رسول الله ، إن هذا المكان الذي أنت به ليس بمنزل ، انطلق بنا إلى أدنى ماء إلى القوم فإني عالم بها وبقلبها ، بها قليب قد عرفت عذوبة مائه لا ينزح ، ثم نبني عليه حوضاً فنشرب ونقاتل ونعور ما سواه من القلب . فنزل جبريل على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : الرأي ما أشار به الحباب . فنهض رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ففعل ذلك ، فكان الوادي دهساً ، فبعث الله ، تبارك وتعالى ، السماء فلبدت الوادي ولم يمنع المسلمين من المسير ، وأصاب المشركين من المطر ما لم يقدروا أن يرتحلوا معه ، وإنما بينهم قوز من الرمل ، وأصاب المسلمين تلك الليلة النعاس ، وبني لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عريش من جريد فدخله النبي وأبو بكر الصديق ، وقام سعد بن معاذ على باب العريش متوشحاً بالسيف ، فلما أصبح صف أصحابه قبل أن تنزل قريش ، وطلعت قريش ورسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يصفف أصحابه ويعدلهم كأنما يقوم بهم القدح ، ومعه يومئذ قدح يشير به إلى هذا : تقدم ، وإلى هذا : تأخر ، حتى استووا ، وجاءت
15
نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 15