فأسكت معاوية [1] . وأيضاً . . فإنه بعد الهدنة بين الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وحين تحرك الخوارج في الكوفة ضد معاوية ، وقالوا : « قد جاء الآن ما لا شك فيه » [2] . نجد معاوية يرسل إلى الإمام الحسن « عليه السلام » - وهو في طريقه إلى المدينة - بكتاب يدعوه فيه إلى قتال الخوارج ، فلحقه رسوله بالقادسية ، أو قريباً منها . . لكن الإمام « عليه السلام » لم يرجع ، وكتب إلى معاوية : « لو آثرت أن أقاتل أحداً من أهل القبلة ، لبدأت بقتالك » أو ما بمعناه . أو قال له : « سبحان الله ، تركت قتالك وهو لي حلال ، لصلاح الأمة والفتهم ، أفتراني أقاتل معك » ؟ [3] . وهذا . . إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الأمويين ، وعلى رأسهم معاوية ، قد حاولوا ، وكرروا المحاولة . . أن يزجوا بخصومهم ، أعني أهل
[1] علل الشرايع ص 218 والبحار ج 4 ص 13 وسفينة البحار ج 1 ص 384 . [2] تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 4 ص 126 والبداية والنهاية ج 8 ص 22 والكامل لابن الأثير ج 3 ص 409 وكتاب أمير المؤمنين للشري والغدير ج 10 ص 173 . [3] راجع الكامل لابن الأثير ج 3 ص 409 والكامل للمبرد ج 3 ص 240 والعقد الفريد ج 1 ص 216 وشرح النهج للمعتزلي ج 5 ص 98 وراجع ج 16 ص 14 والنصائح الكافية ص 26 عن نيل الأوطار ، وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج 3 ص 64 ، وتقوية الايمان ص 73 والبحار ج 44 ص 106 وكشف الغمة ج 2 ص 199 ، والغدير ج 10 ص 160 و 173 عن المعتزلي وقد نقلوا ذلك أيضا عن رغبة الآمل ج 7 ص 178 وراجع نزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلواني ص 34 .