طالب « عليه السلام » عندكم بالعراق ، يقاتل عدوه ، ومعه أصحابه ، وما كان خمسون رجلاً يعرفونه حق معرفته ، وحق معرفته إمامته . . » [1] . وأما فيما يرتبط بالأسباب التي نشأت عنها هذه الحالة ، فهي كثيرة ، ونشير هنا إلى بعضها : قريش . . وحقدها . . إن ذلك النشاط الواسع ، الذي كانت تقوم به قريش ، ومن يدور في فلكها من الصحابة ، وغيرهم ، وبالأخص الأخطبوط الأموي ، في مختلف أرجاء الدولة الإسلامية ، والرامي إلى تأليب الناس ضد علي « عليه السلام » ، وصرفهم عن تأييده ونصره - إن ذلك - ليدل على مدى حقدهم على علي « عليه السلام » وكرههم لأمره . وقد كانت قريش على درجة عالية من التمرس في حياكة المكائد ، وفي مكر السياسة ، وكانت تتمتع بدرجة عالية من النفوذ بين الناس عموماً لأسباب عديدة ، ليس هنا محل بحثها . . وسبب حقدها هذا على علي « عليه السلام » يرجع إلى أمور كثيرة ، فهو قد قتل في حرب بدر من رجالها وصناديدها نصف السبعين ، وشارك في قتل النصف الآخر [2] ، الذين كانوا كأن وجوههم سيوف الذهب ، على حد قول عثمان لعلي « عليه السلام » مباشرة [3] . هذا . . بالإضافة إلى حسدها القوي له « عليه السلام » ، وبغيها عليه ، لما
[1] اختيار معرفة الرجال ص 6 . [2] راجع الصحيح من سيرة النبي الأعظم « صلى الله عليه وآله » ج 3 ص 202 - 204 . [3] معرفة الصحابة لأبي نعيم ، مخطوط في مكتبة : طوب قبوسراي رقم 1 / 497 / أ الورق 22 . وشرح النهج للمعتزلي ج 9 ص 23 والجمل ص 99 .