ويقول الثقفي : « قد كان الناس كرهوا علياً ، ودخلهم الشك والفتنة ، وركنوا إلى الدنيا ، وقلّ مناصحوه ؛ فكان أهل البصرة على خلافه والبغض له ، وجلّ أهل الكوفة ، وقراؤهم ، وأهل الشام ، وقريش كلها » [1] . ويقول أيضاً : « . . وكانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية » [2] . وقد تحدثنا عن موقف قريش منه « عليه السلام » في مقال لنا حول الغدير ، في الجزء الثالث من كتاب « دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام » ، فليراجع . وحين قيل لعلي « عليه السلام » لما كتبت الصحيفة : إن الأشتر لم يرض بما في هذه الصحيفة ، ولا يرى إلا قتال القوم ، فقال علي « عليه السلام » : بلى ، إن الأشتر ليرضى إذا رضيت . . إلى أن قال : « ليت فيكم مثله اثنين ، بل ليت فيكم مثله واحداً يرى في عدوه مثل رأيه . إذن لخفَّت علي مؤونتكم ورجوت أن يستقيم لي بعض أودكم » [3] . أما ابن كثير ، فيقول : « واستقر أمر العراقيين على مخالفة علي فيما يأمرهم ، وينهاهم عنه ، والخروج عليه ، والبعد عن أحكامه ، وأقواله ، وأفعاله ، لجهلهم ، وقلة عقولهم ، وجفائهم ، وغلظتهم ، وفجور كثير منهم » [4] . وروي عن الباقر عليه الصلاة والسلام قوله : « كان علي بن أبي
[1] الغارات ج 2 ص 454 . [2] الغارات ج 2 ص 569 . [3] صفين ص 521 والكامل في التاريخ ج 3 ص 322 والمعتزلي ج 2 ص 240 . [4] البداية والنهاية ج 7 ص 317 وراجع ج 8 ص 11 أعني قوله « عليه السلام » : إني مللتهم وملوني الخ .