كان يتمتع به من فضائل ومزايا ؛ ثم العناية الخاصة التي كان النبي « صلى الله عليه وآله » يوليه إياها . . ولأمور أخرى . . وقد ذكر ذلك أبو الهيثم ابن التيهان رحمه الله تعالى ، في كلام له هام وجيد [1] فليراجع . كما أن الثقفي يقول : « كانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية » [2] . وأمير المؤمنين « عليه السلام » نفسه قد أعلن في مناسبات كثيرة عن عداء قريش له ، وتصغيرها عظيم منزلته ، وبغيها عليه ، وسعيها إلى نقض أمره ، وتمييع قضيته ، والنصوص في هذا المجال كثيرة [3] ورسالة علي « عليه السلام » لأخيه عقيل التي يقول فيها : إن قريشاً أجمعت على حربه إجماعها على حرب رسول الله الخ . . هذه الرسالة خير شاهد على ذلك [4] . ولا يجب أن ننسى هنا دعايات معاوية وحزبه ضده « عليه السلام » ، فقد كان يتهمه - مثلاً - بأنه كان حاسداً للخلفاء قبله ، باغياً عليهم ، وأنه كان يقاد للبيعة كما يقاد الجمل المخشوش [5] . وأنه لم يزل من أول الأمر معجباً بنفسه ، مدلاً بقرابته ، لا يرى لغيره
[1] راجع : الأوائل ، لأبي هلال العسكري ج 1 ص 316 و 317 . [2] الغارات ج 2 ص 569 . [3] راجع : نهج البلاغة ، شرح عبده ، الرسالة رقم 36 وقسم الخطب رقم 212 و 32 و 137 وشرح النهج للمعتزلي ج 6 ص 96 وج 2 ص 119 والغارات ج 1 ص 309 وج 2 ص 454 و 429 و 430 وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج 2 ص 74 فما بعدها ، والبحار ط قديم ج 8 ص 621 . وكتابنا : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج 1 ص 175 و 176 للاطلاع على مصادر أخرى . والإمامة والسياسة ج 1 ص 155 . [4] المعيار والموازنة - ص 180 . [5] نهج البلاغة ، الرسالة رقم 28 .