الوليد رضي الله عنه ، عن المفضل بن قيس ، عن أبي عبد الله « عليه السلام » ، قال : كم شيعتنا بالكوفة ؟ قال : قلت : خمسون ألفاً . قال : فما زال يقول ، حتى قال : أترجوا أن يكونوا عشرين ؟ ثم قال « عليه السلام » : والله ، لوددت أن يكون بالكوفة خمسة وعشرون رجلاً يعرفون أمرنا الذي نحن عليه ، ولا يقولون علينا إلا بالحق » [1] . فإذا كان هذا هو الحال في زمن الإمام الصادق « عليه السلام » الذي ظهرت فيه الكوفة على أنها عاصمة التشيع لعلي « عليه السلام » وأهل بيته « عليهم السلام » . وقد كتب « عليه السلام » إلى أخيه عقيل : « ألا وإن العرب قد أجمعت على حرب أخيك إجماعها على حرب رسول الله « صلى الله عليه وآله » قبل اليوم ؛ فأصبحوا قد جهلوا حقه ، وجحدوا فضله ، وبادروه بالعداوة ، ونصبوا له الحرب ، وجهدوا عليه كل الجهد ، وجرُّوا إليه جيش الأحزاب الخ . . » [2] . وقال « عليه السلام » لعدي بن حاتم في صفين : « أدن . فدنا ، حتى وضع أذنه عند أنفه ، فقال : ويحك ، إن عامة من معي اليوم يعصيني ، وإن معاوية في من يطيعه ، ولا يعصيه » [3] .
[1] صفات الشيعة ص 14 و 15 . [2] شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 119 والغارات للثقفي ج 2 ص 421 والبحار ج 8 ط قديم ص 621 والدرجات الرفيعة ص 156 ونهج السعادة ج 5 ص 202 . [3] شرح النهج للمعتزلي ج 8 ص 77 .