اجتهاداته من خلالها » [1] . ونقول : لسوف يتضح من خلال هذا البحث : أن أمير المؤمنين « عليه السلام » قد بلغ في سياسته الحكيمة درجة الإعجاز ، فإنه قد قاتل أولاً جيشاً فيه طلحة والزبير ، وهما من أهل السابقة في الإسلام ، ومعهما التأييد القرشي القوي ، وقد كان لقريش نفوذ كبير في الناس ومعهما أيضاً زوجة النبي وابنة الخليفة الأول ، ومدلَّلة عمر بن الخطاب , الرجل الذي كان قوله في العرب كالشرع المتبع كما سنشير إليه إنشاء الله . . ثم حارب معاوية وجيشه الذي كان أكثر من مئة ألف رجل وقد تحدث معاوية نفسه عن الواقع الذي كان يعاني منه أمير المؤمنين ، وعن الامتياز الذي لمعاوية في جيشه من أهل الشام . . ثم حارب خوارج أهل العراق بأهل العراق أنفسهم ، فقتلوا إخوانهم وأبناءهم وآباءهم فيهم . كل هذا قد كان والحال : أنه « عليه السلام » لم يكن جيشه موالياً له ، بل لم يكن معه خمسون رجلاً يعتقدون بإمامته ، كما سنذكره وكان في أخبث جيش ، وكان عدوه في أطوع جيش ، حسب قول معاوية . . وهل يستطيع أحد أن يحارب أعدائه بأعدائه ، والحال أن الذين يحاربهم يملكون امتيازات بهذا الحجم ، ثم هو ينتصر عليهم جميعاً ؟ ! إن ذلك لعجيب حقاً وأي عجيب ! ! وقد روى الصدوق رحمه الله قال : « حدثني محمد بن الحسن بن