علم الإمامة عند علي « عليه السلام » : كما أنه « عليه السلام » قد بذل محاولات وجهوداً كبيرة ، من أجل تعريف الناس وإفهامهم : أن الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » قد اختصه دون كل أحد بالعلوم والمعارف ، وأنه هو الذي يملك علم الإمامة حقاً دون سواه ؛ فكان يكثر من قول : سلوني قبل أن تفقدوني . كما أنه كان يكثر من الاخبارات الغيبية ، حتى بلغت حداً جعل بعض الناس يتهمونه بالكذب ( والعياذ بالله ) . وقد سمع غلام ( وهو أعشى همدان ) حديثه فاعتبره حديث خرافة [1] . كما أن قوماً كانوا تحت منبره قالوا عنه ، بعد أن ذكر لهم الملاحم : « قاتله الله ، ما أفصحه كاذباً » [2] . وجرى له مرة أخرى ما يشبه ذلك أيضاً [3] . كما انه « عليه السلام » قد خطب الناس وأخبرهم : أنه لو كسرت له الوسادة لحكم بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم « وما من آية في كتاب الله ، أنزلت في سهل وجبل ، إلا وأنا عالم متى أنزلت ، وفيمن أنزلت » . فقال رجل من القعود تحت منبره : « يا لله ، وللدعوى الكاذبة » [4] . وكان ميثم التمار سمع من أمير المؤمنين « عليه السلام » بعضا من علم وأسرار خفية من أسرار الوصية « فكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك قوم من
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 289 . [2] المصدر السابق ج 6 ص 136 . [3] المصدر السابق . [4] المصدر السابق .