أهل الكوفة ، وينسبون علياً « عليه السلام » في ذلك إلى المخرقة والإيهام والتدليس الخ . . » [1] . كما انه هو نفسه عليه الصلاة والسلام قد ذكر أنهم يقولون فيه ذلك ، فهو يقول : « والله ، لو أمرتكم ، فجمعتم من خياركم مئة ، ثم لو شئت لحدثتكم إلى أن تغيب الشمس ، لا أخبركم إلا حقاً ، ثم لتخرجن ، فتزعمن : أني أكذب الناس وأفجرهم » [2] . ولم يخل نهج البلاغة من إشارة لهذا الأمر أيضاً ، ففي خطبة له يخاطب بها أهل العراق : « ولقد بلغني أنكم تقولون : علي يكذب . قاتلكم الله . . » [3] . وقال المعتزلي في شرح قوله عليه الصلاة والسلام : « أتراني أكذب على رسول الله « صلى الله عليه وآله » والله ، لأنا أول من صدقه ؛ فلا أكون أوّل من كذب عليه » : « هذا كلام قاله « عليه السلام » لما تفرس في قوم من عسكره : أنهم يتهمونه فيما يخبرهم عن النبي « صلى الله عليه وآله » من اخبار الملاحم والغائبات ، وقد كان شك منهم جماعة في أقواله ، ومنهم من واجهه بالشك والتهمة » [4] .
[1] شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 291 . [2] المصدر السابق ج 6 ص 128 عن الغارات للثقفي . [3] نهج البلاغة ، الخطبة رقم 70 حسب ترقيم المعتزلي ، والاختصاص ص 155 عن كتاب ابن دأب ، والإرشاد للمفيد ص 162 والاحتجاج ج 1 ص 255 . [4] شرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 286 .