فقد « أوصى بالإمامة إلى ولده الحسن بن رسول الله « صلى الله عليه وآله » وسليله ، وشبيهه في خلقه وهديه ؛ فبايعت الشيعة كلها ، وتوقف ناس ممن كان يرى رأي العثمانية ، ولم يظهروا أنفسهم بذلك ، وهربوا إلى معاوية » [1] . كما أن قراء الكوفة كانوا في أصل نشأتهم تابعين لابن مسعود [2] الذي كان إلى عمر وسياساته أميل منه إلى علي « عليه السلام » . بل لقد محى صحيفة جاءت من اليمن كان فيها أحاديث حول أهل البيت « عليهم السلام » [3] . والكل يعلم ما كان لهؤلاء المخالفين لأهل البيت « عليهم السلام » من دور في إفشال خطط الإمام الحسن « عليه السلام » ، وتقوية أمر معاوية ، حتى انتهى الأمر إلى المعاهدة وتسليم الأمر إلى معاوية . آثار حرب صفين ، والتحكيم : أما حرب صفين ؛ فقد رأى العراقيون أن نتائجها لم تكن لصالحهم ؛ فقد لقي عبد الله بن وديعة الأنصاري علياً « عليه السلام » على مشارف الكوفة ؛ فسايره ، فقال علي « عليه السلام » : « ما سمعت الناس يقولون ؟ قال : يقولون : إن علياً كان له جمع عظيم ؛ ففرقه ، وكان له حصن حصين ؛ فهدمه الخ . . » [4] .
[1] الشيعة في التاريخ ص 44 - عن الأغاني ج 11 ص 116 . [2] راجع : حياة الشعر في الكوفة ، ص 246 عن الإتقان ، ج 1 ص 73 وعن طبقات ابن سعد ج 6 . [3] تقييد العلم ص 54 والسنة قبل التدوين ص 312 وراجع غريب الحديث لابن سلام ج 4 ص 48 وليس فيه أن الأحاديث في أهل البيت « عليهم السلام » . [4] الفصول المهمة لابن الصباغ ص 82 وراجع : تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 4 ص 44 والكامل لابن الأثير ج 3 - ص 323 وصفين للمنقري ص 529 .