مقبولاً ، وحتى لو كان ، فإنهم ما كانوا يهتمون برفع مستواهم الثقافي إلى درجة تمكنهم من وعي الأمور ، وتفهمها من منطلقات صحيحة وسليمة . موافقة للعقل وللفطرة ، وللمبادئ الإنسانية والإسلامية . 10 - الخسائر في الحروب : إن هذه الحروب قد كانت لها آثار كبيرة على مختلف شرائح المجتمع العراقي . . لا سيما مع طول أمدها ، ومع ما حملته من ويلات وخسائر كبيرة في الأرواح قد تصل إلى عشرات الألوف ، ففي صفين بلغت الخسائر خمسة وعشرين ألفاً من جيش علي « عليه السلام » ، وخمسة وأربعين ألفاً من جيش معاوية [1] بالإضافة إلى عشرات ألوف أخرى من القتلى - في حرب الجمل . 11 - العرب والموالي : وقد بلغت المشاعر القبلية ، والروح العشائرية حداً جعل البعض يقول : غلب على الكوفة طابع الحياة الجاهلية [2] . وحتى الشعبي الذي يفترض أن يكون على درجة من الوعي ، وأن ينأى بنفسه عن حالات التعصب غير المقبول إسلامياً وإنسانياً ، وأخلاقياً . إن الشعبي هذا الذي كان قاضي الكوفة في عهد عمر بن عبد العزيز ، يصرح بما تكنه نفسه ، من أن الموالي بغضوا إليه المسجد ، حتى
[1] راجع صفين للمنقري ص 558 . [2] حياة الشعر في الكوفة ص 181 عن شوقي ضيف في كتابه : التطور والتجديد في الشعر الأموي ص 80 و 81 .