تركوه أبغض إليه من كناسة داره [1] . ويريد الشعبي بالمسجد هنا المسجد الكبير في الكوفة ، بحكم كونه قاضيا في ذلك البلد ، ويفترض فيه أن تكون صلاته في ذلك المسجد . وإذا به يوجه إهانة وقحة جدا لذلك المكان المقدس ! ! نعوذ بالله من الزلل في القول والعمل . . ولم يقتصر الأمر على هذا المسجد ، بل إن مسجداً آخر في الكوفة كان قد بلغ من ظهور شخصية الموالي فيه أن أصبح حوالي منتصف القرن الثاني يقال له : مسجد الموالي [2] . وكان الجيش الذي أرسله المختار ليمكر بابن الزبير مؤلفاً من ثلاثة آلاف رجل أكثرهم من الموالي ، ليس فيهم من العرب إلا سبع مئة [3] . كما أن عدد الموالي الذين حاربوا في صفوف ساداتهم مع ابن الأشعث قد بلغ مئة ألف [4] . وكتب سعيد بن العاص لعثمان بن عفان بعد سنة ثلاثين للهجرة : « . . إن أهل الكوفة قد اضطرب أمرهم ، وغُلب أهل الشرف منهم والبيوتات ، والسابقة ، والقدمة . والغالب على تلك البلاد روادف ردفت ، وأعراب لحقت ، حتى ما ينظر إلى ذي شرف ، ولا بلاء من نازلتها ، ولا نابتتها » [5] . ويذكر البعض : أن الموالي في الكوفة كانوا أكثر من نصف
[1] طبقات ابن سعد ج 6 ص 175 وحياة الشعر في الكوفة ص 170 . [2] حياة الشعر في الكوفة ص 170 عن تاريخ الأمم والملوك ج 3 - ق 1 ص 295 . [3] حياة الشعر في الكوفة ص 168 عن تاريخ الأمم والملوك ج 2 - ق 2 ص 289 . [4] حياة الشعر في الكوفة ص 168 عن تاريخ الأمم والملوك ج 2 ص 1072 . [5] حياة الشعر في الكوفة ص 161 عن تاريخ الأمم والملوك ج 1 - ق 5 ص 2852 .