من أسباب زج الشيعة في حروب الخوارج : وقد كان من أسباب اهتمامهم بارسال الشيعة لقتال الخوارج ، بالإضافة إلى ما تقدم ، ما ذكره المغيرة بن شعبة ، حينما قال لصاحب شرطته : « ألصق بمعقل شيعة علي ، فإنه كان من رؤساء أصحابه ، فإذا اجتمعوا استأنس بعضهم ببعض ، وهم أشد استحلالاً لدماء هذه المارقة ، وأجرأ عليهم من غيرهم ، فقد قاتلوهم قبل هذه المرة » [1] . ومهما يكن من أمر ، فقد استمر الأئمة « عليهم السلام » في العمل على تجنيب شيعتهم الصدام مع الخوارج ، فقد قال الشيخ المفيد . « . . وحريز بن عبد الله انتقل إلى سجستان ، وقتل بها ، وكان سبب قتله : أنه كان له أصحاب يقولون بمقالته . وكان الغالب على سجستان الشراة . وكان أصحاب حريز يسمعون منهم ثلب أمير المؤمنين « عليه السلام » وسبه ، فيخبرون حريزاً ويستأمرونه في قتل من يسمعون منه ذلك ، فأذن لهم ، فلا يزال الشراة يجدون منهم القتيل بعد القتيل ، فلا يتوهمون على الشيعة لقلة عددهم ، ويطالبون المرجئة ، ويقاتلونهم . فلا يزال الأمر هكذا ، حتى وقفوا عليه فطلبوهم ، فاجتمع أصحاب حريز إلى حريز في المسجد ، فعرقبوا عليهم المسجد ، وقلبوا أرضه ، رحمهم الله . . » [2] . والظاهر : أن حريزاً لم يمت في هذه الحادثة . ويدل على نجاته منها قول النجاشي عن حريز هذا : « . . وكان ممن شهر السيف في قتال
[1] راجع : تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 144 والكامل في التاريخ ج 3 ص 429 . [2] الاختصاص للشيخ المفيد ص 207 والبحار ج 7 ص 294 ، وقاموس الرجال ج 3 ص 109 .