وحين رجع أبو قتادة إلى المدينة ، بعد فراغهم من أهل النهروان ، كان معه ستون ، أو سبعون من الأنصار ، قال : « فبدأ بعائشة . قال أبو قتادة : فلما دخلت عليها قالت : ما وراءك ؟ فأخبرتها : أنه لما تفرقت المحكّمة من عسكر المؤمنين لحقناهم ، فقتلناهم . فقالت : ما كان معك من الوفد غيرك ؟ ! . قلت : بلى ، ستون ، أو سبعون . قالت : أفكلهم يقول مثل الذي تقول ؟ . قلت : نعم . قالت : قص علي القصة الخ . . » [1] . قوة موقف علي « عليه السلام » : وعلى كل حال . . فان مكانة علي ، والتفاف صحابة رسول الله « صلى الله عليه وآله » حوله ، قد جعل أعداءه « عليه السلام » يواجهون صعوبات كبيرة في إقناع الناس ، بأن يدخلوا معهم في حربهم الظالمة له ، أو اقناعهم بمعذوريتهم في موقفهم على الأقل . ويزيد هذا الأمر صعوبة : السلوك المتميز لحكومة أمير المؤمنين « عليه السلام » في فترة مليئة بالأحداث ، زاخرة بالمشكلات ، حيث أصبح واضحاً لدى العدو والصديق : أنها المثال ، الكامل لحكومة الحق والعدل ، والخير ، وأنها لا مجال فيها للخدع والمساومات ، ولا موضع
[1] تاريخ بغداد ج 1 ص 160 وتذكرة الخواص ص 104 و 105 وبهج الصباغة ج 7 ص 188 و 120 .