فيها للكيد السياسي . وذلك من شأنه أن يسّهل على الناس ، فهم حقيقة موقف أمير المؤمنين « عليه السلام » ، ومدى ما يتعرض له من تجنٍ وظلم من قبل أعدائه ومناوئيه ، من الخوارج وغيرهم . كما أن الناس قد رأوا بأم أعينهم : أنه « عليه السلام » لم يعط خصومه أي امتياز ، إلا وفق ما تقتضيه وتفرضه شرائع الدين وأحكامه . ومما يشير أيضاً إلى فشل الخوارج في إحداث خلل حقيقي في نظرة الناس إلى علي « عليه السلام » , وثقتهم بعلمه وصدقه : أن معقل بن قيس قال للخريت بن راشد حينما واقفه : « خبّرني : لو أنك خرجت حاجاً ، فقتلت شيئاً من الصيد ، مما قد نهى الله عز وجل عنه . ثم أتيت علياً فاستفتيته في ذلك ، فأفتاك . هل كان عندك رضى ؟ ! . فقال : بلى ، لعمري ، إنه عندي لرضا . وقد قال النبي « صلى الله عليه وآله » : أقضاكم علي . فقال له معقل بن قيس : فكيف ترضى به في علمه ، ولا ترضى به فيما حكم ؟ ! . فقال : لأني لا أعلم أحداً من الناس حكّم في شيء هو له . فقال : يا هذا ، إن الذي لا تعلمه أنت هو أكثر من الذي علمته . إنا وجدنا علياً يحكم في جميع ما اختلفنا فيه ، وقد رضينا بحكمه ، فاتق الله الخ » [1] .