قلت : خارجة خرجت . قال : يقولون ماذا ؟ ! . قال : قلت : يقولون : مهاجرين . قال : إلى الشيطان هاجروا ، أو ليس قد قال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : لا هجرة بعد الفتح [1] . ومهما يكن من أمر ، فإن ما قام به « عليه السلام » من تعريف الناس على خلفيات تلك الشعارات ، وبيان زيفها لهم قد آتى ثماره ، حيث لم يستطع زعماء الخوارج أن يربحوا إلى صفوفهم إلا الأحداث والجهال الذين ليس لديهم أثارة من علم ، ولا سابقة في الإسلام . وقد رجع الألوف من نفس أولئك الذين خدعوهم بشعاراتهم في بادئ الأمر - رجعوا بسبب - ما ظهر لهم ، بعد أن أقام « عليه السلام » عليهم الحجة ، وجلىّ لهم الحقيقة . وقد رأينا : أن أنساً ، وابن أبي أوفى اللذين كانا على اطلاع تام بما جرى بين علي « عليه السلام » وبين الخوارج ، وباحتجاجاته « عليه السلام » عليهم ، وبإيضاحاته المتتالية لفساد ما يستندون إليه ، وما يعتمدون عليه - قد رأينا - أنهما قد اتخذا الموقف الصحيح من تلكم الشعارات الخادعة . وأعلنا للناس بفسادها تأسياً بعلي « عليه السلام » . تفصيلات عن موقف علي « عليه السلام » : وبعد . . فإن مراجعة حياة أمير المؤمنين « عليه السلام » وسيرته تفيدنا :