ابن الكواء ، وعلي « عليه السلام » : لما جاء علي « عليه السلام » إلى أهل حروراء ، قال لهم : يا هؤلاء ، من زعيمكم ؟ قالوا : ابن الكواء . قال : فليبرز إلي . فخرج إليه ابن الكواء ، فقال له علي : يا ابن الكوّاء ، ما أخرجكم علينا بعد رضاكم بالحكمين ، ومقامكم بالكوفة ؟ ! قال : قاتلت بنا عدواً لا نشك في جهاده ، فزعمت : أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ، فبينما نحن كذلك ، إذ أرسلت منافقاً وحكمت كافراً . وكان مما ( من ) شكك في أمر الله أن قلت للقوم حين دعوتهم : « كتاب الله بيني وبينكم ، فإن قضى علي بايعتكم ، وإن قضى عليكم بايعتموني » ، فلولا شكك لم تفعل هذا والحق في يدك . فقال علي : يا ابن الكواء إنما الجواب بعد الفراغ ، أفرغت فأجيبك ؟ قال : نعم . قال علي : أما قتالك معي عدواً لا نشك في جهاده فصدقت ، ولو شككت فيهم لم أقاتلهم . وأما قتلانا وقتلاهم ، فقد قال الله في ذلك ما يستغني به عن قولي . وأما إرسالي المنافق ، وتحكيمي الكافر ، فأنت أرسلت أبا موسى مبرنساً ، ومعاوية حكم عمرواً ، أتيت بأبي موسى مبرنساً ، فقلت : لا نرضى إلا أبا موسى ، فهلا قام إليّ رجل منكم ، فقال : يا علي ، لا نعطي هذه الدنية فإنها ضلالة ؟