وفي رواية : أن مناديه « عليه السلام » قد نادى : ألا يدخل عليه « عليه السلام » إلا رجل قد قرأ القرآن . وبعد أن امتلأت الدار بقراء القرآن دعا بمصحف عظيم ، فوضعه بين يديه ، فطفق يصكه بيده ، ويقول : أيها المصحف ، حدث الناس . فناداه الناس ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما تسأل منه ؟ فإنه ورق ومداد . . ثم تذكر الرواية احتجاجه عليهم [1] . وذلك كله يفسر لنا ما روي عن النبي « صلى الله عليه وآله » : يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم ، وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم [2] . العناد واللجاج : لقد تحدثت النصوص التاريخية عن احتجاجات كثيرة جرت بين الخوارج وعلي « عليه السلام » وأصحابه ، ولربما ذكروا : أن هذه الإحتجاجات قد استمرت ستة أشهر . . ولا شك في أن هذه الظاهرة كانت من القوة والظهور بحيث لم تغب عن ذاكرة أي مؤلف أورد روايات خروجهم
[1] راجع : تهذيب تاريخ دمشق ج 7 ص 304 وكنز العمال ج 11 ص 279 والبداية والنهاية ج 7 ص 280 عن مسند احمد . [2] كنز العمال ج 11 ص 130 و 280 عن مسلم ، وأبي داود عن علي . وعن عبد الرزاق ، وخشيش ، وأبي عوانة ، ومسلم ، وابن أبي عاصم ، والبيهقي . وفرائد السمطين ج 1 ص 276 ونظم درر السمطين ص 116 وخصائص الإمام علي للنسائي ص 144 وفي هامشه عن سنن البيهقي ج 8 ص 170 وعن مسند أحمد ج 1 ص 88 و 91 وعن سنن أبي داود ، باب قتال الخوارج . والبداية والنهاية ج 7 ص 291 وكفاية الطالب ص 176 ونزل الأبرار ص 60 والرياض النضرة ج 3 ص 224 و 225 وروي أيضاً عن مسلم ج 2 ص 748 .