وقد لاحظ البعض [1] : أنه « عليه السلام » لا يحتج عليهم بالقرآن بصورة عامة ، وإنما يهتم بأن يحتج عليهم بأعمال النبي « صلى الله عليه وآله » ، فيقول « عليه السلام » : « وقد علمتم : أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » رجم الزاني ، ثم صلى عليه ، ثم ورثه أهله . وقتل القاتل ، وورث ميراثه أهله . وقطع السارق ، وجلد الزاني غير المحصن ، ثم قسم عليهما من الفيء ، ونكحا المسلمات ، فأخذهم رسول الله « صلى الله عليه وآله » بذنوبهم ، وأقام حق الله فيهم ، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ، ولم يخرج أسماءهم من بين أهله » [2] . كما أنه « عليه السلام » قد احتج عليهم : بأن رسول الله « صلى الله عليه وآله » قد منّ على أهل مكة ، فلم يسب نساءهم ولا ذريتهم ، وبأن النبي « صلى الله عليه وآله » قد محا كلمة : « رسول الله » من صحيفة الحديبية ، وبأنه « صلى الله عليه وآله » قد أعطى النصفة لأهل نجران ، حيث قال : * ( . . ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) * [3] . وبأنه « صلى الله عليه وآله » قد حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة . . فاستأمن من الخوارج لذلك ثمانية آلاف [4] .
[1] تاريخ المذاهب الإسلامية ص 73 . [2] نهج البلاغة ( بشرح عبده ) الخطبة رقم 123 ومصادر نهج البلاغة ج 2 ص 285 عن تاريخ الأمم والملوك للطبري حوادث سنة 38 مع بعض التفاوت . [3] الآية 61 من سورة آل عمران . [4] راجع : الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 122 - 125 والفرق بين الفرق ص 78 - 80 والبداية والنهاية ج 7 ص 281 وغير ذلك كثير ، فراجع كتب التاريخ .