قال : فقلت : يا أم المؤمنين ، فأنت تعلمين هذا ! فلم كان الذي منك ؟ قالت : يا أبا قتادة ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً ، وللقدر أسباب [1] . نظرة في اعتذار عائشة : ونقول : إن من جملة ما يلفت النظر فيما يرتبط بالنصوص المتقدمة التالية : 1 - إن الظاهر هو : أن الشيخ المفيد رحمه الله تعالى قد أخذ قوله : بأن من أسباب حرب الجمل ، هو حقد عائشة على أمير المؤمنين « عليه السلام » ، بسبب موقفه « عليه السلام » في قصة الإفك - أخذه - من هذه الرواية ، ومن عائشة نفسها . لكننا قد أثبتنا في الجزء الثاني عشر من كتابنا ( الصحيح من سيرة النبي الأعظم « صلى الله عليه وآله » ) ، وفي كتاب مستقل أسميناه ( حديث الإفك ) - وهو مطبوع في بيروت - : أن هذه القضية مزيفة ، ولا يمكن أن تصح ، وأن الإفك إنما كان على مارية لا على عائشة . . وأن نسبة ذلك إلى عائشة قد كان بسعي من أم المؤمنين نفسها لتفوز بالبراءة الإلهية . . وربما لغير ذلك من أسباب . . وقد أخذه الشيخ المفيد ، وهو غافل عن حقيقة الأمر ، ومن دون تحقيق علمي كاف . وها هي عائشة هنا تحاول التأكيد على هذا الأمر بادّعاء : أنها كانت واجدة على علي « عليه السلام » بسبب موقفه من حديث الإفك . فإذ قد ثبت أن القصة مفتعلة ، فكل الآثار التي يراد ترتيبها عليها ،