تصبح بلا قيمة ، وتدخل في دائرة الكيد الإعلامي والسياسي الذي لا يعود بعائدة ، ولا يفيد أية فائدة على صعيد تحقيق الحق ، وإثبات ما هو واقع . . ولعل أم المؤمنين قد حقدت على أمير المؤمنين ، من أجل تبرئته لمارية بالطريقة القاطعة لأي عذر والمزيلة لأي شبهة أو ريب . وكان موقفه « عليه السلام » هو النكير على الآفكين الحقيقيين ، وإظهار زيفهم ، وإسقاط الأقنعة عن وجوههم . 2 - قد وردت عدة نصوص عن عائشة ، تدين فيها الخوارج ، وتذكر ما سمعته عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » في ذمّهم ، ومدح من يقتلهم . . والذي نعهده من عائشة هو : حرصها الأكيد على عدم ذكر أي شيء في فضل علي « عليه السلام » . كما ظهر من حديثها الذي تذكر فيه خروج النبي « صلى الله عليه وآله » في مرضه الذي توفي فيه إلى الصلاة متوكئاً على الفضل بن العباس ، ورجل آخر ( لم تذكر اسمه بغضاً منها له ، هو علي « عليه السلام » ) . غير أنها هنا لم تملك نفسها فصرحت بفضيلة كبرى لعلي « عليه السلام » . . ولعل ذلك بسبب انفعالها وحماسها الذي أثاره ما سمعته عن الخوارج من أنهم يسبونها ، ويكفرونها ، والله هو العالم بحقيقة الدوافع والنوايا . . 3 - واللافت هنا : أننا نجد بعض النصوص تقول : إن علياً « عليه السلام » قال : « لقد علم أولو العلم من آل محمد ، وعائشة بنت أبي بكر ، فاسألوها : إن أصحاب ذي الثدية ملعونون على لسان النبي الأمي « صلى الله عليه وآله » . . » .