« صلى الله عليه وآله » منجم ولا لنا من بعده ، حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر . أيها الناس توكلوا على الله ، وثقوا به فإنه يكفي ممن سواه [1] . وإن هذا البيان المسهب منه « عليه السلام » يغني عن أي بيان ، بل هو أغنى بيان وأوفاه فكل لسان سواه عييّ ، وكل من يدعي المعرفة عنده غبي ، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى الأئمة من ولده الطاهرين . التحدي الفاشل لليقين بالغيب : قد ذكرت النصوص : أن الحرورية جاءوا فكانوا أولاً من وراء النهر ، فأخبروا علياً بذلك ، فقال : والله ، لا يقتل اليوم رجل من وراء النهر . فقالوا له : قد نزلوا . فأعاد « عليه السلام » قوله هذا . . ثم أعادوا قولهم ، فكرر « عليه السلام » مقالته . وقالت الحرورية ، بعضهم لبعض : يرى علي أنا نخافه ؟ ! . . فأجازوا أي عبروا النهر . فقال « عليه السلام » لأصحابه : « لا تحركوهم حتى يحدثوا » . ثم تذكر الرواية : أنهم ذهبوا إلى منزل ابن خباب ، وكان على شط الفرات ، فأخرجوه . . ثم قتلوه وشقوا عما في بطن أم ولده . فطالبهم « عليه السلام » بقاتله ، فقالوا : كلنا قتله . . فأعادوا عليهم ذلك ثلاثاً ، فسمعوا نفس الإجابة . فقتلوهم جميعاً ، ثم طلب منهم أن يطلبوا المخدج في القتلى . فقالوا : ما وجدنا . فقال : والله ما كذبت ولا كذبت . . ثم