وسيكون خطر الخوارج أشد لأنه يتهدد العيال والذرية والأموال . فعليهم أن يختاروا درأ هذا الخطر أولاً . . ويبقى خطر معاوية بانتظار عزمة صادقة من عزمات أهل الإيمان والنجدة . ولن يفيدهم شيئاً إصرارهم على التثاقل عن مواجهته . بل هو سيوقعهم ربما بأعظم الكوارث ، وأشد النكبات ، وقد حصل ذلك بالفعل ؛ وذلك بعد شهادة أمير المؤمنين « عليه السلام » . وبعد ما جرى للإمام الحسن الزكي صلوات الله عليه . ما جرى : ولكن رغم ذلك كله . . فإن إدراك الكوفيين لهذه الحقيقة لم يفد في إيجاد الحماس لديهم لقتال الخوارج ، وذلك لأكثر من سبب ، والشاهد على ذلك أنه حين خطبهم علي « عليه السلام » قبل خروجه إلى النهروان لم يجبه إلا اليسير منهم [1] . وقد رضي أمير المؤمنين « عليه السلام » بمن أجابه ، وسار بهم إلى حرب الخوارج في النهروان . وكان الذين نفروا معه لا يتجاوزون الأربعة آلاف مقاتل ، كما ورد في بعض النصوص ، وقيل غير ذلك . . وكان لا بد له « عليه السلام » من أن يعمل على ترسيخ يقين أصحابه بحقانية هذه الحرب ، بما كان يملكه من حجج قاطعة لأي عذر ، ومزيلة لأي ريب وقد تمكن من ذلك بالفعل ، وأعانه الخوارج على أنفسهم . . إلى حد أن أهل الكوفة رضوا باستئصال شأفة الخوارج أو كادوا ، دون أن يجدوا في أنفسهم أي حرج أو أسف . . ودون أن يصدر منهم أي