وفي نص آخر : أن الذين لم يدخلوا معه كانوا اثني عشر ألفاً في رواية المكثرين ، وستة آلاف في رواية المقللين [1] . وسيأتي المزيد من الحديث حول هذه الأرقام . ثم كانوا يسمعون أمير المؤمنين « عليه السلام » الشتم ، والتعريضات القاسية [2] . ثم تمادى بهم حقدهم وبغضهم لأمير المؤمنين « عليه السلام » ، ولم يقف عند حدّ الحكم عليه بالكفر والضلال - والعياذ بالله - وإنما تجاوز ذلك إلى حد : أنه كان يُخشى من أن ينبش الخوارج قبره ، فعمّي عن الناس ؛ فلم يعرف [3] . ولكن الحجاج لعنه الله قد حاول أن ينوب عنهم في هذه المهمة ، فنبش ثلاثة آلاف قبر في الكوفة من أجل العثور على جثة أمير المؤمنين « عليه السلام » ؛ فلم يوفق لذلك [4] . الخوارج ليسوا أنصار الإمام « عليه السلام » : وإننا إذا لاحظنا ما تقدم ، وما سيأتي إن شاء الله تعالى - وهي نصوص كثيرة جداً لا يمكن حصرها ، ولا استيفاء مصادرها ندرك أن ما يدعيه بعض الخوارج أنفسهم [5] ، من أن الخوارج كانوا هم أنصار الإمام
[1] راجع على سبيل المثال : البداية والنهاية ج 7 ص 270 و 282 . [2] راجع أنساب الأشراف ( بتحقيق المحمودي ) ج 2 ص 355 والبداية والنهاية ج 7 ص 282 . [3] أنساب الأشراف ( بتحقيق المحمودي ) ج 2 ص 497 . [4] مشهد الإمام علي في النجف ص 121 ومنتخب التواريخ ص 291 . [5] راجع كتاب : الخوارج هم أنصار الإمام علي ؛ فإن مؤلفه قد حاول تزوير الحقيقة التاريخية .