نام کتاب : عقيل ابن أبي طالب نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 60
فقد بلغ مولاك كلامُك لعدوّ الله وعدوّ رسوله ، فحمدْتُ الله على ذلك ، وسألته أن يفيء بك إلى الدّرجة العليا ، والقضيب الأحمر ، والعمود الأسود ، فإنّه عمود من فارقه فارق الدّين الأزهر ، ولئن نزعت بك نفسك إلى معاوية طلباً لماله إنّك لذو علم بجميع خصاله ، فاحذر أن تعلق بك ناره فيضلّك عن الحجّة ، فإنّ الله قد رفع عنكم أهل البيت ما وضعه في غيركم ، فما كان من فضل أو إحسان فيكم وصل إلينا ، فأجلّ الله أقداركم ، وحمى أخطاركم ، وكتب آثاركم ، فإنّ أقداركم مرضيّة ، وأخطاركم محميّة ، وآثاركم بدرية ، وأنتم سلّم الله إلى خلقه ووسيلته إلى طرقه ، أيد عليّة ووجوه جليّة ، وأنتم كما قال الشّاعر : فما كان من خير أتوه فإنّما * تَوَارَثه آباء آبائهم قبل وهل ينبت الخطى إلاّ وشيجه * وتُغْرس إلاّ في منابتها النخل ( 1 ) 13 . إنّ معاوية أعطى عقيلاً جملة دراهم ليصعد المنبر ويلعن عليّاً ، فصعد ، وقال : إنّ معاوية أمرني أن ألعن عليّاً فالعنوه . فقال : أخذت مالي ولعنتني ؟ قال : فاستر لئلاّ ينكشف للنّاس . ( 2 ) 14 . أذن معاوية لعقيل فدخل عليه ، فقال عقيل : يا معاوية من هذا معك ؟ قال : الضحّاك بن قيس . فقال : الحمد لله الّذي رفع الخسيسة وتمّم النّقيصة ، هذا الّذي كان أبوه يخصي بهمنا بالأبطح لقد كان بخصائها رفيقاً . فقال الضحّاك : إنّي لعالم بمحاسن قريش ، وإنّ عقيلاً عالم بمساوئها . ( 3 ) 15 . لمّا قدم عقيل بن أبي طالب على معاوية ، أكرمه وقرّبه وقضى حوائجه وقضى عنه
1 . مروج الذهب : ج 3 ص 46 - 47 ، مواقف الشيعة : ج 1 ص 233 - 231 . 2 . الصراط المستقيم : ج 3 ص 72 . 3 . مواقف الشيعة : ج 2 ص 323 نقلاً عن قاموس الرجال : ج 7 ص 227 .
60
نام کتاب : عقيل ابن أبي طالب نویسنده : الأحمدي الميانجي جلد : 1 صفحه : 60