نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 73
للقوة في الدين إلا العزم الشديد على أداء الواجبات واجتناب المحظورات فكان داود عليه السلام من أولي العزم . وقد قال الله تعالى : ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) وأمر محمدا عليه الصلاة والسلام بالاقتداء بأولي العزم ، فإذا كان داود عليه السلام من أولي العزم ما كان قد أمر محمدا بالاقتداء بداود عليه السلام . وهذه درجة لا توازيها درجة * [ الثالث ] أنه لما وصف بالقوة فأي قوة لمن لم يملك نفسه عن الفجور والقتل ؟ [ الرابع ] أنه وصفه بكونه أوابا . والأواب هو الرجاع والرجاع إلى ذكر الله يستحيل أن يكون مواظبا على أعظم الكبائر * ( الخامس ) قال . ( سخرنا الجبال معه ) الآيتين ، أفترى أنه سخر له ليتخذه وسيلة إلى القتل والزنا ؟ وقيل : إنه كان محرما عليه صيد كل شئ فكانت الطيور تأمنه ، فكيف يجوز أن تأمنه الطير ولا يأمنه المسلم على زوجته ؟ [ السادس ] قوله ( وشددنا ملكه ) ومحال أن يكون المراد منه شدة ملكه بالمال والعسكر مع كونه مسلما من طريق الدنيا لا من طريق الدين لأن ذلك سبيل الملوك الكفرة ، لأن قوله : ( وشددنا ملكه ) عام في الدين والدنيا * [ السابع ] قوله : ( وآتيناه الحكمة ) والحكمة اسم جامع لكل ما ينبغي علما وعملا ، فكيف يجوز أن يقول الله ( وآتيناه الحكمة ) مع إصراره على ما يستنكفه أخبث الشياطين من مزاحمة أفضل
73
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 73