نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 30
على ذلك بل ذكره بالمدح والتعظيم وأنه أراه ذلك كي يكون من الموقنين ، هذا هو البحث المشهور في الآية * وفيها أبحاث أخر من حيث أن بعض الملاحدة قال : إن إبراهيم استدل على الشئ بما لا يدل عليه . وذكر أشياء لا تصح ، فكان الطعن متوجها ، ونحن نذكر كل واحد من تلك الأسئلة الأربعة عشرة مع جوابه * [ السؤال الأول ] قوله تعالى : ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا ) دلت الآية على أنه نظر في حال الكواكب أولا ، ثم القمر ثانيا ، وفي حال الشمس ثالثا ، ولا شك أن تلك الليلة مسبوقة بنهار ، وأنه كانت الشمس طالعة ، فلم لم ينظر في النهار السابق على تلك الليلة في حال الشمس ، بل كان ذلك أولى لأن الشمس أعظم من القمر والكواكب ومتى ثبت أن الأعظم لا يصلح للإلهية فالأضعف أولى ؟ [ جوابه ] أن أم إبراهيم لخوفها عليه وضعته في كهف مظلم فلما تثبت وعقل دنا من الباب فرأى الكوكب ، فقد خطر بباله إثبات الصانع فقال ما قال [1] وقيل : إنه كان لا يشار له إلى معبود ثم أشير إلى الكواكب فعند ذلك قال ما قال اعتبارا *
[1] قال أبو محمد بن حزم : وأما قول إبراهيم إذ رأى الشمس والقمر ( هذا ربي ) فقال قوم إن إبراهيم قال ذلك محققا أول خروجه من الغار وهذا خرافة موضوعة مكذوبة ظاهرة الافتعال ، ومن المحال الممتنع أن يبلغ أحد حد التمييز والتكليف بمثل هذا وهو لم ير قط شمسا ولا قمرا ولا كوكبا . وقد أكذب الله هذا الظن الكاذب بقوله الصادق ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ) - إلى أن قال - والصحيح من ذلك أنه إنما قال ذلك موبخا لقومه كما قال لهم نحو ذلك في الكبير من الأصنام ولا فرق - إلى أن قال : وبرهان قولنا هذا أن الله تعالى لم يعاتبه على شئ مما ذكرو لا عنفه على ذلك بل صدقه تعالى بقوله : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ) فصح أن هذا بخلاف ما وقع لآدم وغيره بل وافق مراد الله
30
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 30