نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 29
ومنهم من سلم أنه كان كلام إبراهيم بعد البلوغ ثم اختلفوا فمنهم من قال : يجوز أن يكون ذلك كلامه حال اشتغاله بالنظر والاستدلال ثم إنه لم يقل ( هذا ربي ) على سبيل الإخبار بل على سبيل الفرض كما أن الواحد منا إذا نظر في حدوث الأجسام فيقول : الجسم قديم ؟ لا لأن مراده الإخبار عن قدم الأجسام ، بل لأنه يفرضها قديمة ليظهر ما يؤدي ذلك الفرض إليه من الفساد . فكذا هاهنا فرض ثم عقبه بما يدل على فساده وهو قوله ( لا أحب الآفلين ) * ومنهم من قال : تكلم بذلك بعد فراغه من النظر وصيرورته موقنا بالله ، ثم اختلفوا فيه على وجوه خمسة فقيل : تكلم بذلك على معنى أن الأمر كذلك عندهم كما يقول أحدنا للمشبه على سبيل الانكار إن إلهه جسم متغير . وقال تعالى : ( فانظر إلى إلهك ) أي في زعمك وقيل : المراد منه الاستفهام ، إلا أنه أسقط حرف الاستفهام استغناء عنه ، وقيل : في الآية اختصار ، وتقديره يقولون هذا ربي ونظيره ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا ) أي ويقولان وقيل : أراد إبراهيم أن يبطل قولهم بتعظيم الكواكب . فأوهم من نفسه أنه يعظمها ، ثم عقبه بذكر الاستدلال على بطلانه ، وقيل : إنهم دعوه إلى عبادة النجوم فقال مبينا لهم خطأهم ( هذا ربي ) الذي تدعونني إلى عبادته * والأصح من هذه الأقوال أن ذلك على وجه الاعتبار والاستدلال لا على وجه الإخبار ولذلك فإن الله تعالى لم يذم إبراهيم عليه السلام
29
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 29