نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 26
* ( والجواب ) * عن الأول أن المفسرين اختلفوا في هذا الابن على ثلاثة أقوال [ الأول ] فالأكثرون على أنه كان ابنا له لصلبه وهو الأقوى لقوله تعالى ( ونادى نوح ابنه ) ثم اختلفوا فمنهم من قال ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ، وقيل : ليس من أهل دينك وهذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك وعكرمة وميمون بن مهران * [ الثاني ] أنه كان ابن امرأته إلا أنه لاختلاطه بأبنائه وأهل بيته أطلق عليه لفظ الابن ، كما أن إبليس لاختلاطه بالملائكة أطلق عليه اسم الملك . ويدل عليه قوله ( إن ابني من أهلي ) ولم يقل مني ، ويروى ذلك عن الباقين [ الثالث ] أنه ولد على فراشه لغير رشدة [1] ، وهو المروى عن الحسن ومجاهد وابن جريج وعبيد بن عمير . وهذان القولان ضعيفان ، لقوله تعالى ( ونادى نوح ابنه ) والثالث أضعف لأنه يجب تنزيه منصب الأنبياء عن مثل هذه الفضيحة * وعن الشبهة الثانية إنا لا نسلم أنه دعا لابنه مطلقا ، بل يشترط الإيمان لا يقال : فلم قال الله تعالى ( لا تسألن ما ليس لك به علم ) وقال ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) وقال نوح ( رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم ) ؟ لأنا نقول : يمتنع أن يكون نوح عليه السلام نهى عن ذلك وإن لم يقع ذلك منه ، كما أن نبينا عليه الصلاة والسلام نهى عن الشرك لقوله تعالى ( لئن أشركت ليحبطن عمالك ) وإن لم يقع
[1] يريد أنه كان ولد زنى يقال : هذا ولد رشدة إذا كان لنكاح صحيح كما يقال في ضده : ولد زنية - بكسر الحرف الأول منهما
26
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 26