نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 108
( الخامس ) وهو أنه عليه الصلاة والسلام لا شك أنه بتقدير الإقدام على الذنب كان يتوب عنه ، فإن الاصرار على الذنب منفي عنه بالإجماع والتائب من الذنب كمن لا ذنب له . وإذا كان كذلك وجب علينا وعليهم تأويل هذه الآية * ( الشبهة الثامنة ) تمسكوا بقوله تعالى ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ) فعاتبه على إعراضه عن ابن أم مكتوم * ( جوابه ) لا نسلم أن هذا الخطاب متوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام . لا يقال : إن أهل التفسير قالوا : الخطاب مع الرسول ، لأنا نقول : هذه رواية الآحاد فلا تقبل في هذه المسألة ثم إنها معارضة بأمور : ( الأول ) أنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي صلى الله عليه وسلم في قرآن ولا خبر مع الأعداء والمعاندين فضلا عن المؤمنين والمسترشدين ( الثاني ) وصفه بأنه تصدى للأغنياء وتلهى عن الفقراء وذلك غير لائق بأخلاقه * ( الثالث ) أنه لا يجوز أن يقال للنبي ( وما عليك ألا يزكى ) فإن هذا الاغراء يترك الحرص على إيمان قومه فلا يليق بمن بعث بالدعاء والتنبيه * سلمنا أن الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا نسلم كونه ذنبا ، بيانه أنه تعالى وصف نبيه بحسن الخلق ، فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم )
108
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 108