responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 109


( الشبهة السابعة ) تمسكوا بقوله تعالى ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ) قالوا : وهذا تصريح بالمغفرة ( جوابه ) إنا نحمله على ما قبل النبوة أو على الصغائر . ولمن أباهما تأويلات * ( الأول ) أن المراد ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر ، فإن الرجل المعتبر إذا أحسن بعض خدمه أو أساء فإنه يقال له : أنت فعلت ذلك وإن لم يكن هو فاعله بنفسه البتة ( الثاني ) إذا ترك الأولى قد يسمى ذنبا كما يقال : حسنات الأبرار سيئات المقربين ( الثالث ) أن الذنب مصدر ، ويجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول [1] ، فكأن المراد ليغفر لأجلك وببركتك ما تقدم من ذنبهم في حقك وما تأخر * ( الرابع ) أن الغرض من هذه الآية علو درجة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وذلك ، يحصل بقوله تعالى : لو كان لك ذنب لغفرته لك ، وإخراج القضية الجازمة إلى الشرطية جائز إذا دل سياق الكلام عليه ،



[1] ألا تري أنهم يقولون : أعجبني ضرب زيد عمرا إذا أضافوه إلى الفاعل ، وأعجبني ضرب زيد عمرو إذا أضافوه إلى المفعول ومعنى المغفرة على هذا التأويل هي الإزالة والفسخ والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه وذنوبهم إليه في منعهم إياه عن مكة وصدهم له عن المسجد الحرام ، وهذا التأويل يطابق ظاهر الكلام حتى تكون المغفرة غرضا في الفتح ووجها له وإلا فإذا أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) معنى معقول لأن المغفرة للذنوب لا تعلق لها بالفتح وليست غرضا فيه ، والله أعلم

109

نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست