وفي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود قال : ( بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وآله اغرورقت عيناه وتغير لونه ، فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! قال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بلاءً وتشريداً وتطريداً ، حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطاً كما ملئت جوراً . فمن أدرك ذلك فليأتهم ولو حبواً على الثلج ) . وهذا والذي قبله لو صح ، لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، بل هو مهدي من جملة المهديين . وعمر بن عبد العزيز كان مهدياً ، بل هو أولى باسم المهدي منه . فالمهدي في جانب الخير والرشد كالدجال في جانب الشر والضلال . وكما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين ، فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون . القول الثالث ، أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من ولد الحسن بن علي ، يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً وأكثر الأحاديث على هذا تدل . . . الخ ) . ( المصدر المذكور : 1 / 289 ) . ابن حجر الهيثمي قال في كتابه الصواعق المحرقة : الآية الثانية عشرة قوله تعالى : وإنه لعلَمٌ للساعة ، قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين إن هذه الآية نزلت في المهدي ، وستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي ، وحينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلي