ومن الطبيعي أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله والأئمة والصحابة والتابعين ليست في صدد بيان كل تحركاته وتنقلاته عليه السلام ، بل بصدد بيان الأحداث الأساسية التي لا تضر بخطة حركته ، وتبعث الأمل في نفوس المسلمين ، ثم تكون إعجازاً ربانياً يقوي إيمان المسلمين عند ظهوره ، ويدفعهم إلى نصرته وتأييده . ومن المرجح أنه عليه السلام يتنقل في هذه الفترة بين الحجاز وإيران والعراق واليمن حسب ما تقتضيه المصلحة ، وأنه لا يشارك شخصياً في معارك جيشه إلا عندما يستوجب الأمر ذلك . وقد رجحنا في فصل إيران رواية مجيئه عليه السلام إلى جنوب إيران ، لاعتبارات منها أن روايات مصادر الفريقين تذكر معركة البصرة بعد تحريره الحجاز ، وأنها تكون معركة كبيرة وحاسمة . ومنها ، أن عمدة جيشه وجمهوره في تلك المرحلة على الأقل هم الإيرانيون ، فمن الطبيعي أن يأتي إلى إيران من أجل الاعداد لمعركة البصرة والخليج . قال ابن حماد في ص 86 من مخطوطته : ( حدثنا الوليد بن مسلم ورشد بن سعد ، عن أبي رومان ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح ، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر ، فيكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني . فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ) . ورغم ضعف هذه الرواية واضطراب متنها ، لكنها تؤيد ما ورد عن معركة البصرة في فصل العراق . كما أن روايات ردة فعل أهل الشرق والغرب العنيفة على نجاح ثورة المهدي عليه السلام تؤيد ما ورد في بعض روايات حرب البصرة من أن الطرف المقابل للمهدي عليه السلام