وصفاتهم ، وأنهم تطوى لهم الأرض ، ويذلل لهم كل صعب ، وأنهم جيش الغضب لله تعالى . وأنهم أولو البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلطهم على اليهود في قوله تعالى : بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيد . وأنهم الأمة المعدودة الموعودة في قوله تعالى : وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ . وأنهم خيار الأمة مع أبرار العترة ، وأنهم الفقهاء والقضاة والحكام ، وأن الله يؤلف بين قلوبهم فلا يستوحشون من أحد ، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم ، أي لا تزيدهم كثرة الناس حولهم أنساً ولا إيماناً . وأنهم أينما كانوا في الأرض يرون المهدي عليه السلام وهو مكانه ويكلمونه ! وأن أحدهم يعطى قوة أربعين رجلاً ، أو ثلاث مئة رجل ! بل ورد أنهم أفضل من أصحاب جميع الأنبياء عليهم السلام ، ففي بصائر الدرجات للصفار رحمه الله ص 104 : ( عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه : اللهم لقني إخواني مرتين ، فقال من حوله من أصحابه : أما نحن إخوانك يا رسول الله ؟ فقال : لا ، إنكم أصحابي ، وإخواني قوم من آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني ، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم ، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ، لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء ، أو كالقابض على جمر الغضا . أولئك مصابيح الدجى ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة ) . وفي صحيح مسلم النيسابوري : 1 / 150 : ( وددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال : أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ، ألا يعرف خيله ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال :