فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ! أناديهم ألا هلمَّ ، فيقال إنهم قد بدلوا بعدك ! فأقول سحقاً سحقاً ! ) . انتهى . إلى آخر ما ذكرت الأحاديث الشريفة من خصائصهم وكراماتهم . وذكرت بعض الروايات أن أهل الكهف يبعثون ويكونون منهم ، وأن منهم الخضر وإلياس عليهما السلام . وذكرت الروايات أن بعض الأموات يحيون بأمر الله تعالى ويكونون منهم . * * ومنها ، أن الروايات تدل على أنهم يكونون قرب ظهوره عليه السلام ثلاث مجموعات أو فئات : فئة تدخل معه مكة ، أو تصل إليها قبل الآخرين . وفئة يسيرون إليه في السحاب أو الهواء ، وفئة يبيتون ذات ليلة في بيوتهم في بلادهم فلا يشعرون إلا وهم في مكة . فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب وأشار إلى ناحية ذي طوى ( وهي من شعاب مكة ومداخلها ) ، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول : كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون : نحو من أربعين رجلاً فيقول كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون : والله لو يأوي الجبال لأوينا معه ! ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم : أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة . فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يأتوا صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة التي تليها ) . ( البحار : 52 / 341 ) . والظاهر أن منظور الرواية غيبته عليه السلام في الفترة القصيرة التي تسبق ظهوره . وأن هؤلاء الأصحاب غير الأبدال الذين يكونون معه ، أو على صلة به ، وغير الاثني