أما عن مجريات عمله عليه السلام في مكة ومبايعة أصحابه له ، فتدل الروايات على أنها تكون بنحو آخر ، يختلف عما ورد في هذه الرواية . يجمع الله له أصحابه ينبغي أن نلفت إلى عدة أمور في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام . منها ، أن عددهم الوارد في مصادر الفريقين أنه بعدد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله في بدر ، ثلاث مئة وثلاثة عشر ، يدل على الشبه الكبير بين بعث الإسلام مجدداً على يده عليه السلام ، وبعثه الأول على يد جده رسول الله صلى الله عليه وآله . بل ورد أن أصحاب المهدي عليه السلام تجري فيهم عدة سنن جرت على أصحاب الأنبياء الأوائل عليهم السلام . فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن أصحاب موسى ابتلوا بنهر ، وهو قول الله عز وجل : إِنَّ الله مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ . وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك ) . ( البحار : 52 / 332 ) . ومنها ، أن المقصود بهؤلاء الأصحاب خاصة أصحابه عليه السلام وخيارهم ، وحكام العالم الجديد الذي يقوده الإمام المهدي عليه السلام . ولكنهم ليسوا وحدهم أنصاره وأصحابه ، فقد ورد أن عدد جيشه الذي يخرج به من مكة عشر آلاف أو بضعة عشر ألفاً ، وجيشه الذي يدخل فيه العراق ويفتح فيه القدس قد يبلغ مئات الألوف . فهؤلاء كلهم أصحابه وأنصاره ، بل وملايين المخلصين له في عصره ، من شعوب العالم الإسلامي . ومنها ، أنهم من حيث التنوع ، من أقطار العالم الإسلامي ، ومن أقاصي الأرض ، ومن آفاق شتى ، ومن ضمنهم النجباء من مصر ، والأبدال من الشام ، والأخيار من العراق ، وكنوز الطالقان وقم ، كما تذكر الروايات .