كما يحتمل أن يكون المقصود بالقسطنطينية في أحاديث المهدي عليه السلام ، عاصمة الروم التي تكون في زمان ظهوره عليه السلام ، والمعبر عنها في بعض الروايات بالمدينة الرومية الكبيرة ، والتي ورد أنه عليه السلام وأصحابه يحاصرونها ويفتحونها بالتكبير . ولكن ، مهما يكن أمر هذه الرواية وحتى لو كانت موضوعة ، فهي نص لمؤلف معروف كتبه قبل نحو ألف ومئتي سنة ، فوفاة ابن حماد سنة 227 ، وقد نقله عن تابعين قبله ، فهو يكشف على الأقل عن تصور رواته للحالة السياسية العامة في سنة ظهور المهدي عليه السلام ، وعن انتشار خبره عند المسلمين وتطلعهم إليه وبحثهم عنه . على أن أكثر مضامينها وردت في روايات أخرى ، أو هي نتيجة منطقية لأحداث نصت عليها روايات أخرى . ومجئ هؤلاء العلماء السبعة إلى مكة في تلك الظروف يدل على شدة تطلع المسلمين إلى ظهوره عليه السلام من مكة ، وتوافد ممثليهم إليها للبحث عنه ، وأخذ كل واحد منهم البيعة من ثلاث مئة وثلاثة عشر من المؤمنين بالمهدي عليه السلام في بلده ، المستعدين للتضحية معه . . يدل على الموجة الشعبية في المسلمين ، وحماسهم لأن يكونوا أنصاره وأصحابه الموعودين ، على عدة أهل بدر . وأما ما تذكره الرواية من إفلات المهدي عليه السلام منهم مرة بعد أخرى ، فلا يخلو من ضعف ، ولعل أصله ما ورد في مصادر الشيعة والسنة من أنه عليه السلام يبايع وهو كاره ، حتى أن أحد كبار أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كان في نفسه شئ من هذه البيعة على إكراه ، الواردة في حديث النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله حتى فسر له الإمام الصادق عليه السلام معنى الاكراه بأنه غير الإجبار ، فاطمأن . هذا عما يتعلق بحال المسلمين وتطلعهم إلى المهدي عليه السلام .