وقد يفهم من التعبير ب ( حتى يقوموا ) وليس ( فيقوموا ) مثلاً أنه يوجد فاصل زمني بين إعطائهم مطالبهم وبين قيامهم الكبير ، أو على وجود مرحلة من التأمل والتردد عندهم ، بسبب وجود اتجاه في داخلهم يريد القبول بما كانوا يطالبون به فقط ، أو بسبب الظروف الخارجية التي تحيط بهم ، ولكن الاتجاه الآخر يغلب فيقومون من جديد قياماً شاملاً يتحقق فيه التمهيد للمهدي عليه السلام . ( قتلاهم شهداء ) هذه شهادة عظيمة من الإمام الباقر عليه السلام لمن يقتل في حركتهم سواء في خروجهم أو حروبهم أو قيامهم الكبير الأخير . . وقد يقال إن شهادة الإمام الباقر عليه السلام بأن ( قتلاهم شهداء ) إنما تدل على صحة نية مقاتليهم ومظلوميتهم ، ولكنها لا تدل على صحة نية قادتهم وخطهم . ولكن حتى لو سلمنا ذلك جدلاً ، وتجاوزنا قاعدة صحة عمل المسلم ونيته ، فإن مثل هذا التفسير لا يغير من الموقف شيئاً . ( أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر ) يخبر بذلك عن نفسه عليه السلام أنه لو أدرك حركتهم لحافظ على نفسه أن يقتل وإن كان قتلاهم شهداء ، لأجل أن يبقي نفسه إلى ظهور المهدي عليه السلام ونصرته . وفي ذلك دلالة على المقام العظيم للإمام المهدي عليه السلام ومن يكون معه ، بحيث يحرص على ذلك الإمام الباقر ، وهو تواضع عظيم أيضاً منه لولده المهدي الموعود عليهما السلام . وفيه دلالة أيضاً على أن مدة حركة الإيرانيين إلى ظهور المهدي عليه السلام لا تزيد عن عمر انسان ، لأن ظاهر كلام الباقر عليه السلام أنه لو أدرك حركتهم لأبقى نفسه لنصرة المهدي عليه السلام بالأسباب الطبيعية ، وليس بالأسباب الإعجازية ، وهي دلالة مهمة على دخولنا في عصر الظهور واتصال حركتهم به ، وقربها منه .