ومن طريف ما سمعته من التعليق على حديث رايات المشرق وقوله صلى الله عليه وآله : ( فليأتهم ولو حبواً على الثلج ) أن أحد كبار علماء تونس وهو عالم جليل متقدم في السن لا نريد الإضرار به بذكر اسمه حفظه الله ، زار إيران في فصل الشتاء والثلج ، وبينما كان خارجاً من الفندق زلقت قدمه فوقع على الثلج . قال صاحبه : بادرت لأنهضه فقال لي : لا تفعل ، إصبر ، أريد أن أنهض أنا بنفسي ! ونهض على يديه ببطء ، حتى إذا استوى واقفاً قال : كنا عندما نقرأ هذا الحديث عن المهدي وأنصاره ونصل إلى قوله صلى الله عليه وآله : ( فليأتهم ولو حبواً على الثلج ) نتساءل : إن المهدي يخرج من الحجاز وأين الثلج في الحجاز أو الجزيرة حتى يأمرنا النبي صلى الله عليه وآله بهذا التعبير ؟ والآن عرفت معنى قوله صلى الله عليه وآله فأردت ألمس الثلج وأنهض عنه بنفسي ! حديث رايات خراسان إلى القدس رواه عدد من علماء السنة كالترمذي : 3 / 362 وأحمد في مسنده ، وابن كثير في نهايته ، والبيهقي في دلائله ، وغيرهم . وصححه ابن الصديق المغربي في رسالته في الرد على ابن خلدون . ونصه : ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء ) . وروت شبيهاً به مصادرنا كالملاحم والفتن لابن طاووس ص 43 و 58 ويحتمل أن يكون جزء من الحديث المتقدم . ومعناه واضح ، فهو يتحدث عن حركة عسكرية وجيش يزحف من إيران نحو القدس التي تسمى إيلياء وبيت إيل . قال في مجمع البحرين : ( إيل بالكسر فالسكون ، اسم من أسمائه تعالى ، عبراني أو سرياني . وقولهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بمنزلة عبد الله وتيم الله ونحوهما . وإيل هو البيت المقدس . وقيل بيت الله لأن إيل بالعبرانية الله ) . وقال صاحب شرح القاموس : ( إيلياء بالكسر ، يمد ويقصر ، ويشدد فيهما . اسم مدينة القدس ) .