كما يدل على أن حركة الإيرانيين هذه تكون عن طريق الثورة ، لأنه المفهوم من قوله ( قد خرجوا ) أي ثاروا . ( يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم ) . وهذا التسلسل في حركتهم يعني أنهم ( يطلبون الحق ) من أعدائهم أي الدول الكبرى ، وهو أن لا يتدخلوا في شؤونهم ويتركوهم مستقلين عن دائرة نفوذهم فلا يعطونهم ذلك ، حتى يضطروهم إلى أن يضعوا سيوفهم على عواتقهم أي إلى الحرب فيحاربون وينتصرون ، فيعطيهم أعداؤهم ما سألوا أول الأمر فلا يقبلون ذلك ، لأنه يصير أمراً متأخراً بعد فوات الأوان وتغير الظروف . ( حتى يقوموا ) حيث تبدأ ثورتهم الجديدة المتصلة بظهور المهدي عليه السلام إلى أن يظهر فيسلمونه الراية . وقد ذكرت إحدى روايات الحديث أنهم يقاتلون بعد رفض مطالبهم الأولى ، وينتصرون فيها ، كالحديث المروي في البحار : 51 / 83 : ( فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون وينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون . . الخ . ) . وينبغي الإشارة إلى أن تكرار قوله عليه السلام : ( يطلبون الحق فلا يعطونه ) يدل أن مطالبتهم به تكون على مرحلتين قبل الحرب وبعد الحرب ، وأن ثورتهم الشاملة ( حتى يقوموا ) تكون قرب ظهور المهدي عليه السلام . وتعبيره عليه السلام عن بداية حركتهم بالخروج ، وعن حركتهم المتصلة بالظهور بقوله عليه السلام ( حتى يقوموا ) ، يدل على أن هذا القيام أعظم من خروجهم وثورتهم أول الأمر . ويدل على أنه مرحلة نضج وتطور لهذه الثورة يصل فيها الإيرانيون إلى مرحلة النفير العام والقيام لله تعالى تمهيداً لظهور المهدي عليه السلام .