كما ذكرت الأحاديث أن المهدي عليه السلام يتأنى في خوض المعركة ، ويبقى فترة في ضاحية دمشق حيث ينضم إليه أبدال أهل الشام ومؤمنوها من بقي منهم لم يلتحق به ، وأنه عليه السلام يطلب من السفياني أن يلتقي به شخصياً للحوار ، فيلتقيان فيؤثر عليه المهدي فيبايعه السفياني ، وينوي أن يستقيل ويسلمه المنطقة ولكن أقاربه ، ومن وراءه يوبخونه بعدها ويردونه عن عزمه ! إن هذه الظواهر وغيرها مما نقرؤه في أحاديث المهدي عليه السلام قبيل معركة فتح القدس وتحرير فلسطين ، لا تفسير لها بالحساب الطبيعي والسياسي إلا ضعف شعبية السفياني في بلاد الشام ، ووجود تيار شعبي مؤيد للمهدي عليه السلام . بل تشير بعض الروايات إلى أن الأمر يصل إلى حد أن بعض قوات السفياني وقطعات جيشه يبايعون المهدي عليه السلام وينضمون إليه ، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( ثم يأتي الكوفة ( أي المهدي عليه السلام ) فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ، ثم يأتي ( مرج ) العذراء هو ومن معه ، وقد ألحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم . وهو يوم الأبدال ) ( البحار : 52 / 224 ) . وفي مخطوطة ابن حماد ص 96 عن علي عليه السلام قال : ( إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء ، وبلغ أهل الشام قالوا لخليفتهم : قد خرج المهدي فبايعه وأدخل في طاعته وإلا قتلناك ، فيرسل إليه بالبيعة ، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس ) . وهي رواية تصور غاية ما يصل إليه التيار الشعبي الموالي للمهدي عليه السلام والمعارض للسفياني . وفي ص 97 من مخطوطة ابن حماد : ( فيقول ( أي المهدي ) أخرجوا إلى ابن عمي